“الخدر العاطفي وأثره النفسي على المرأة” جلسة توعية نفسية اجتماعية مركز “المرأة” في السويداء
قدم مركز “المرأة” في السويداء جلسة توعية نفسية اجتماعية بعنوان “الخدر العاطفي وأثره النفسي على المرأة”
تضمنت الجلسة توضيح مفهوم “الخدر العاطفي” باعتباره نتيجة من النتائج المترتبة على الصدمات التي يعيشها الفرد أو يمر بها، إلا أنه في أحيان أخرى قد يكون سلوكاً إيجابياً يسمح للشخص بالتصرف بهدوء في المواقف المختلفة لتجنب الانخراط في الروابط العاطفية التي يترتب عليها استثارات انفعالية مبالغ بها.
ومن جانب آخر؛ لا يعني الخدر العاطفي بالضرورة تجنب التعاطف، بل يفسح المجال للمساحة العقلانية اللازمة لإدارة الحدود العاطفية.
وفي إجابة عن استفسار إحدى المستفيدات عن منشأ الخدر العاطفي، بينت مديرة الحالة أنه غالباً ما ينشأ عن الصدمة النفسية، فضلاً عن كونه عنصراً مكوناً في العديد من اضطرابات التوتر والقلق حيث يكون الشخص رغم وجوده الجسدي في مكان ما موجوداً بعقله ومشاعره في مكان آخر (بمعنى أنه ليس موجوداً بشكل كامل جسدياً ووجدانياً مما يجعله يبدو في بعض الأحيان كما لو كان مشغولاً).
وفي سياق متصل بينت الآنسة هبة المراحل الخمسة للخدر العاطفي شارحة إياها بشكل مفصل مع ذكر الأمثلة على كل منها، وهي: (الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب والقبول الذي يأتي معه السلام أو قد يبدو كالانسحاب من شيء لا فائدة منه)، وبينت أن السعادة ستأتي لاحقاً، لكن القبول والسلام الذي يصاحبها هو العلامة الأولى لبداية جديدة.
وأكدت مديرة الحالة في ختام الجلسة أن الحياة مليئة بالضغوطات والمواقف الطارئة مما يجعلنا عرضة للمرور بالعديد من الصدمات، ويخلق حالة من البرود العاطفي التي تكون أشبه ما تكون بحالة من الخدر، مع الانتباه إلى أن ذلك لا يلغي بقاء النقاط التي تحقق الإثارة العاطفية وتعيد الحياة ونبضها إلى داخلنا.
وعبرت إحدى المستفيدات عن إفادتها من هذه الجلسة بقولها “كثيراً ما كنا نمر بمثل هذه الحالة، وتتملك منا أياماً وشهوراً، ونضعف أمامها إلى درجة تتبدل فيها شخصياتنا دون أن نستطيع مواجهتها.. إلا أننا الآن تعرفنا على سبل التعامل معها والتغلب عليها”.
الجدير بالذكر أن مركز “لمرأة” في السويداء يُعنى ببناء شخصية المرأة عبر جلساته التعليمية والتوعوية النفسية والاجتماعية، وذلك بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.