أم عامر تنجح في محو الأمية واليوم تسعى للمزيد
جمعية نور للإغاثة والتنمية – مشروع دعم
“أكون أو لا أكون هذا ما سأثبته لنفسي وللمجتمع ، ولكي أنجح علي أولاً أن أؤمن أنه باستطاعتي تحقيق النجاح .. لقد آمنت .. ونجحت”
بقوة وإصرار لتعلم المزيد تقول السيدة أم عامر والبالغة من العمر 48 عاماً هذه الكلمات التي لطالما رددتها في مسيرة نجاحها بالمستوى الأول من محو الأمية، إذ
لم تستطع أم عامر التعلم بالمدرسة بسبب ظروفها الاجتماعية القاسية وزواجها المبكر الذي انتزع منها طفولتها وحقها في التعلم.
أم عامر الآن أم وجدة لم تنسى على مدار حياتها أن في داخلها نقص كبير تتمنى إكماله وهو تعلم القراءة والكتابة، فلم تزدها السنين والتقدم بالعمر إلا إرادة وتصميم لتحقيق حلمها الذي كاد أن يتلاشى فلم تكن تحتاج سوى بصيص نور ينير قلبها ويدفعها للأمام نحو حلمها البعيد.
تقول السيدة أم عامر: “عند سماعي بدورة محو الأمية في منطقتنا شعرت بفرح كبير وإن بإمكاني ملامسة حلمي البعيد في أن أتعلم القراءة والكتابة، في اليوم الأول من التحاقي بالدورة وعند خروجي من منزلي مع قلمي ودفتري اللذان احتضنتهما بلهفة واجهتني انتقادات كثيرة بسبب التحاقي بدورة محو الأمية بهذا العمر لكنني لم استسلم وواصلت التعلم والالتزام بالدورة في مركز المرأة بالحسينية والتابع لجمعية نور.
وتكمل السيدة أم عامر: “شعرت بثقة كبيرة وشغف بأني استطعت أن أتعلم وأصبح بإمكاني تلاوة القرآن الكريم الذي تمنيت قراءته منذ سنوات وقراءة أسماء الأدوية التي أتناولها”.
وتكمل المدربة وعد محمد: “لقد تعلمنا من أم عامر أن لا شيء مستحيل طالما تحلينا بالإرادة فلقد كان تفاؤلها وحبها للعلم دافعاً لباقي النساء في هذه الدورة لإكمال ما بدأن به والتفوق مثلها، انتقلت أم عامر للمستوى الثاني ولا تريد أن تفارق هذه المقاعد الدراسية التي لطالما تمنت الجلوس عليها”.
تنهي أم عامر حديثها بالقول: “التعلم ليس استعداداً للحياة بل إنه الحياة ذاتها فيجب على كل امرأة حرمت من حقها في التعلم أن تسترد حياتها التي سرقت منها وتحقق حلمها الذي أصبح ممكناً بوجود مثل هذه الدورات التي أعطت المرأة فرصة في إبراز ذاتها وتطويرها”.