بيدي سأعيد النور
يدخل الصف راسماً ابتسامة هادئة على وجهه، يلقي التحية بخجل ويهم مسرعاً للبدء بالتدريب، عبد الله نارت محمد داود 23 عاماً، شاب من الجولان، اضطرته الأحداث الجارية للتنقل والسفر خارج البلاد أكثر من مرة.
قبل سفره كان عبد الله يدرس بالمعهد الفندقي لكنه اضطر للانقطاع، يقول عبد الله: “كلما سافرت و عدت أصبح مجبراً على بدء حياتي من جديد، التفكير بمستقبلي ماذا سأفعل؟ كيف سأعيل نفسي”.
يرفع عبد الله رأسه قائلاً : “لم أكن يوماً من النوع المستسلم، أنا مؤمن بأني سأكون حيث أريد، عندما عدت لسورية كنت لا أملك أي تصور عما سأفعله، كيف سأعيل نفسي، مين أين أبدأ، أخبرتني أختي عن مركز يقدم دورات مهنية مجاناً، تحمست وذهبت للاستفسار فوراً”.
يتلمس عبدالله علبة الدارات بتأني كأنه يتفحص قطعة فنية ويتابع : “التحقت بدورة الكهرباء في مركز بداية للتأهيل المهني التابع لجمعية نوروالتزمت بها، وبعد عدد من الدروس أصبح المدرب يدعونا لورشته لتجريب العمل على أرض الواقع، عندما أدركت أنني أؤسس مهنةً وأبرع فيها، غدوت أكثر حماسةً وبدأ مستقبلي يتوضح أمامي”.
بنبرة فخورة يضيف عبدالله: “أنا الآن أعمل بمجال التمديدات الكهربائية وأعيل نفسي، ويوماً ما سأعود لبلدتي في الجولان، وأساهم بإعادة النور لها بيدي”.
وعن أحلامه يقول عبد الله مبتسماً: “بعدما تغيرت حياتي أصبحت أتمنى أن أترك أثراً في حياة الناس كما ترك مدربي أثره في حياتي، بدأت من الآن أحاول أن أساعد ولو بأبسط طريقة، وسأغدو يوماً ما قادراً على مساعدة شبابٍ وشابات لتأسيس مستقبلهم”.
عبد الله الذي التحق بدورة الكهرباء المنزلية بإشراف المدرب نضال شهابي هو واحد من 682 شابة وشاب استفادوا من دورات التأهيل المهني منذ افتتاح مشروع بداية الذي تنفذه جمعية نور للإغاثة والتنمية في منطقة صحنايا بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة ’يونيسف‘.