رغم الإعاقة والتنمر .. “قيس” يسعى لتحيق حلمه
“قالتلي الآنسة أنو لاعاد تجي على المدرسة، روح صير زبال أحسنلك”
يحكي لنا قيس العبارة التي وجهتها له معلمته في المدرسة الابتدائية، مشيراً إلى عمق الحرج والألم الكبيرين الذي شعر بهما عند سماع هذه الكلمات أمام كل زملائه.
وتابع قيس، الذي يعاني من مرض الضمور العضلي، “أنا كتير أوقات عم عاني لروح عالمدرسة، والآنسة نقلتني من صفي الأول على صف ثاني بالطابق الثاني لأني بغيب كتير بسبب وضعي، ومشان ماعاد اقدر اجي”.
وضمور العضلات مرض لا علاج له، إلا أن الدواء والعلاج يساعدان في التعامل مع الأعراض وإبطاء مسار المرض، وفي الوقت الذي يستسلم فيه بعض الأهل لحالات الإعاقة لدى أطفالهن، تنظر والدة قيس إلى إعاقة ابنها كتحدي يمكنهما سوياً التغلب عليه.
وتروي لنا السيدة غادة حكايتها مع ابنها قائلة:
“ابني ولد بحالة طبيعية، إلا أن التقارير الطبية وكلام الأطباء أخبرانا أنه يتعرض لحالة ضمور عضلي عند التاسعة من العمر، ومع الوقت بدأ يفقد بعض وظائفه الحيوية”.
وفي سعيها لمساعدة طفلها حاولت والدة قيس التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات المجتمعية لتقديم المساعدة لها ولأبنائها، لكنها لم تنجح بذلك لعدم توفر المساعدة بشكل عام، ثم تواصلت مع مديرة حملة “من إيدك أحلى” بعد سماعها عن خدمات الجمعية من أحد متطوعي الفريق الجوال في سعسع، وتم أخذ البيانات اللازمة، والتعامل مع الحالة لإيجاد حل بأسرع وقت.
واليوم حصل قيس على كرسي متحرك عن طريق حملة “من إيدك أحلى” من أحد أصحاب الأيدي البيضاء، الذي رفض ذكر اسمه.
وتقول السيدة غادة:
“كنت مصرة على مساعدة طفلي لرمي كل التنمر الذي تعرض له من الأولاد الآخرين ومعلمته وراء ظهره، في سبيل أن يحقق النجاح في حياته، لذلك لم أتردد يوماً أو استسلم”.
يحمل قيس الكثير من القوة التي ورثها عن والدته التي كانت تحمله على ظهرها من وإلى المدرسة إيماناً منها بقدرته على النجاح رغم كل أوضاعهم الصعبة بسبب الحرب، وبثقة أكبر، ودعنا قيس قائلا:
“أمي علمتني أنو كل واحد منا بيلاقي كتير فرص بالحياة، لهيك ما لازم نستسلم لازم نضل عم نسعى لنحقق هدفنا بالحياة”.