ياسمين العاصي.. بوصلة أمل من ’نور‘
من الصعب عليك أن تصدق أن هذه الفتاة بعمر 21 عاماً هي الآن من رواد الأعمال، إنها ياسمين العاصي، تتحدث لنا عن قصة نجاحها وحصولها على التمويل من مشروع جسور.
ياسمين، مع أربعة من زملائها وهم: بهاء فهد، يمام النعنعي، صبا نجد، محمد صالح قشاطة، أتموا المراحل التدريبية الثلاث في ريادة الأعمال ضمن مشروع جسور، الذي أطلقته منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية بالتعاون مع اليونيسف، وكانت جمعية نور صلة وصل بينه، وبين الشبان والشابات من أصحاب الأفكار الإبداعية.
تقول ياسمين: “بدأت القصة بعد أن تركت منزلي في دير الزور وأتيت إلى صحنايا، وهنا سمعت من أصدقائي عن مركز يدعى “بداية”، يقدم دورات تنموية مجانية، فبحثت عبر الإنترنت عن المركز لأجد إعلاناً عن ورشة تسمى “إدارة التغيير”، والتحقت بالتدريب”.
في البداية كنت شخصية خجولة جداً وكان من الصعب بالنسبة لي أن أعرّف عن نفسي، وشعرت بالخوف والتوتر، لكن في الأيام التالية، وبتشجيع من المدربة هنادي عرفات، وضمن محاور الورشة، بدأت باكتشاف نقاط القوة والضعف لدي وكيف يمكنني أن أوظفها، وخلال أيام قليلة بدأت أشعر بالتغيير في شخصيتي، ثم رحت أقرأ عن قادة وأشخاص ناجحين أمثال غاندي ومارتن لوثر كينغ.
ضمن الورشة، تعرفنا على مفهوم القيادة المجتمعية، ومنه انطلقت الأفكار الإبداعية، ومنها الفكرة التي اقترحناها ضمن الورشة، والتي تقدمت بها إلى مشروع جسور.
بعد أن أنهيت الورشة تم الإعلان عن مشروع جسور وهو مشروع يعطي التمويل الأولي لمشاريع خاصة مجتمعية أو تجارية، وعلمت بأنه يمكنني التقدم عن طريق مركز بداية فتحمست للفكرة، كما شجعني المدربون وأصدقائي في ورشة “إدارة التغيير” على طرح مبادرتنا، وهكذا، تقدمت وملأت الاستمارة، ثم تابعت كل المراحل في خطة عمل المشروع، وبعدها كانت المفاجأة وهي حصولي على التمويل!
مشروعي هو “بوصلة أمل” وهو مشروع اجتماعي يستهدف الطلاب المهجرين في مراكز الإيواء من الناحية التعليمية، حيث سنعمل على رفع المستوى التعليمي للأطفال ليعود كل
من ترك الدراسة لمستواه الأساسي، وفي الخطوة التالية أطمح لإنشاء فريق تعليمي جوال يقدم خدماته في مراكز الإيواء.
تضيف ياسمين: “في الوقت الحالي أنا أحضر لتنفيذ المشروع، ووجدت صعوبة في ايجاد المكان المناسب، فاقترحتُ أن أبدا في مركز “بداية”، ووافقت إدارة المركز على اعطائي قاعة ثلاثة أيام كل أسبوع للبدء بالتنفيذ، ومن المتوقع أن أبدأ في شهر حزيران”.
وعن طموحها المستقبلي تقول ياسمين: “أتمنى أن أعود الى دير الزور، وأن يكون لي مركز تعليمي في المنطقة الشرقية، لأتمكن من تعليم كل أطفال المنطقة الشرقية، حتى يكون لدينا جيل متعلم ومثقف يستطيع أن ينقذنا من الأزمة التي نعيشها بعلمه وثقافته”.