الشاب مظهر: التطوع غيّر نظرتي للحياة
“التطوع غير بي كل شييء، جعلني شخص أكثر نضجاً، وأكثر إنسانية، جعلني استشعر الآلام من حولي بطريقة مختلفة، طريقة تجعلني أفكر “كيف يمكنني أن أنهي هذا الألم؟ أو تلك المعاناة؟، التطوع جعلني شاب يريد تغيير العالم”.
اسمي مظهر، عمري 17عاماً، انا الآن في سنتي الأخيرة بالمرحلة الثانوية، وبعدها تماما سيتم تحديد مستقبلي.
تطوعت في مركز بداية التابع لجمعية نور للإغاثة والتنمية، في صحنايا منذ قرابة العام، ويمكنني القول أنه أجمل شيء حصل لي في مرحلتي العمرية هذه.
جعلني أتغير بكل جوانب حياتي، حتى اصبح المركز جزءً مني، وآخذ من وقتي الكثير.
“لعل الحرب التي تمر بها بلادنا جعلتنا أكثر نضجاً مما مضى، رغم كل السلبية التي أعطتنا إياها والأزمات التي أثقلت ظهورنا، إلا أنها علمتنا كيف نشعر ببعضنا، شخصياً أصبحت أدرك أهمية النعم التي بين يدي، وأهمية كل ما حولي، من أهل وأصحاب وأصدقاء، وحتى ما يتوفر لدي من طعام وشراب، اختلفت نظرتنا إلى الحياة بشكل عام”.
ووجدت في مركز بداية، تلك النظرة التي أحتاجها، والتي جعلتني أشعر بقيمة شيء لم أشعر به سابقاً، وهو قيمة الإبتسامة!
هل جربت مرة محاولة اضحاك صديق يشعر بالضيق! انظر الى ضحكته، وستعلم قيمتها، تعلمت في بداية أهمية البسمة، وإعطاء البسمة لمن يفقدها.
كانت مبادرة “فرحة ملونة” هي أولى تجاربي مع مبادرات التطوع، حيث قمنا بتلوين جدران مركز ايواء، وتجهيز غرفة خاصة للأطفال، للعب والتعليم وأنشطة الدعم النفسي، بعد عمل دام لأكثر من خمس ساعات، دخل الأطفال الغرفة، وبدت على وجوههم ملامح السعادة والفرح، حينها فقط، علمت أهمية الابتسامة، خاصة لمن عاش الحرب!
ومن حينها، وأنا أحاول أن أقوم بمهمة تلوين وجوه الناس بالبسمة فقط، ولكن أطمح جعل ذاك الأثر يظهر على الوطن بأكمله.
التطوع، أسلوب حياة، قبل أن يكون في مؤسسة أو مركز، أو أياً كان، يمكنك أن تطوع مثلا وأنت في مدرستك، لإسعاد صديق، يمكنك وأنت في الشارع مساعدة محتاج، لا يقتصر التطوع على العمل داخل المكان الذي تطوعت اليه!
بداية، حدد مستقبلي، جعلني أرى المكان الذي أريد أن أكون به في المستقبل، وهو ذاك المكان الذي يمكنني أن أقدم مساعدة معنوية فيه لأكبر عدد من الناس، بالإضافة إلى حلمي في ارتياد إحدى الجامعات العالمية وتحديداً فرع الهندسة.