نجاح آخر من دورة محو الأمية.. رغد تتابع تعليمها في عامها الخمسين
جمعية نور للإغاثة والتنمية – مشروع دعم
رغبة من أهلها وخوف من وعورة الطريق توقفت مسيرة السيدة رغد التعليمية عند الصف الثاني الابتدائي دون رغبة منها أو إرادة.
تذكر السيدة رغد تلك الأيام رغم مضي ما يزيد عن أربعين عاماً عليها، وتقول: “كنت أشاهد ذهاب الأطفال إلى المدرسة ويشتعل قلبي لهفةً، استمريت بترتيب ملابسي المدرسية لفترة طويلة آملة أن أعود يوماً ما”.
وتتابع حديثها: “كنتيجة طبيعية لذلك في تلك الأيام، كان خياري الوحيد أن أتزوج في سن مبكرة”.
واجهت رغد ظروفاً صعبةً ومشاعراً قاسية بشكل يومي: “عشت كغريبة في عائلتي الجديدة، كنت أشعر كأنني أدنى مستوى ممن حولي، أقوم بالأعمال المنزلية في حين يتابع الآخرون دراستهم. أنجبت أطفالاً وسعيت بكل ما استطعت كيلا يعيشوا ما عشته”.
تشجعت رغد للبدء مجدداً من مرحلة الصفر، فتقول عمّا جعلها تُقدم على هذه الخطوة: “ما أشعل فتيل رغبتي بالبدء بالتعلم من جديد، هي رسالة وصلتني ولم أستطع قراءتها، شعرت حينها بأنني سأبقى بحاجة لمن يساعدني حتى بأبسط الأمور، وصدقاً فإنّ هذا الشعور وحده كافٍ لاتخاذ قرار التعلّم.”
سجلت رغد في مركز المرأة في الزاهرة والتابع لجمعية نور للإغاثة والتنمية بعد أن أخبرتها صديقة لها عن دورة محو الأمية التي تقام فيه، وأصبح اليوم هذا المركز بحسب قولها سبباً كبيراً لخروجها من القوقعة التي كانت فيها والذكريات التي تعيش عليها.
تستعد رغد اليوم للخضوع لاختبار التربية لصف السادس، وترغب في متابعة تعليمها لتصبح أكثر قوة وجرأة وقدرة على التعامل مع الحياة.
كما تأمل أن تتشجع السيدات وتقدمن على هذه الخطوة مهما بلغن من العمر لتثبتن بأن العلم ليس حكراً على فئة معينة.